Skip to main content

بيان بشأن رصد تجاوزات في المحتوى الرياضي يحض على خطاب الكراهية

| ,

انطلاقًا من مسؤوليات الهيئة العامة لرصد المحتوى الإعلامي في متابعة وتقييم الخطاب المتداول عبر الوسائل الإعلامية والمنصات الرقمية، وحرصًا منها على حماية السلم الاجتماعي وصون القيم الدينية والأخلاقية للمجتمع الليبي؛

فقد رصدت الهيئة مؤخرًا تصاعدًا ملحوظًا في إنتاج وتداول مواد صوتية ومرئية (أغانٍ وأهازيج) منسوبة لبعض مشجعي الأندية الرياضية.

وقد تبين بعد الفحص والتحليل أن عددًا من هذه الأعمال يخرج عن إطار المنافسة الرياضية الشريفة، ليمتلئ بعبارات تحض على الكراهية، والتمييز، والنعرات الجهوية، بالإضافة إلى استخدام ألفاظ بذيئة ونابية تمس الذوق العام وكرامة الأشخاص.

وإذ تستنكر الهيئة بشدة هذه الممارسات الدخيلة، فإنها تؤكد على ما يلي:

أولاً: إن إنتاج ونشر وترويج مثل هذه المحتويات يعد جريمة يعاقب عليها القانون الليبي، وتحديدًا:

         1. قانون العقوبات الليبي:

  • حيث تجرم نصوص القانون كل ما من شأنه المساس بالأخلاق والآداب العامة، والتحريض على العنف أو التمييز، وتعتبر الألفاظ النابية، والقذف والسب جرائم تستوجب العقاب، خاصة إذا كانت علنية وتؤدي إلى تكدير السلم العام.

         2. القانون رقم (76) لسنة 1972 بشأن المطبوعات:

  • نصت المواد المنظمة لهذا القانون، لا سيما تلك المتعلقة بمحظورات النشر، على منع تداول أي محتوى يمس العقيدة أو يثير النعرات الطائفية أو القبلية، أو يحرض على ارتكاب الجرائم (بما فيها العنف والشغب)، أو يتضمن عبارات تتنافى مع الآداب العامة.

ثانياً: انتهاك مواثيق الشرف الإعلامي والمواثيق الدولية

تتعارض هذه الأعمال بشكل صارخ مع مدونة السلوك المهني الإعلامي التي تُلزم كافة المنصات وصناع المحتوى بالابتعاد عن كل ما يغذي الكراهية والفرقة.

ثالثًا: مخالفة “الميثاق الليبي لأخلاقيات الفضاء الرقمي”

تتعارض هذه الأعمال بشكل صارخ مع الميثاق الموقع في إسطنبول (نوفمبر (2025، الذي ينص في جوهره على جعل وحدة الشعب الليبي والسلم الأهلي أولوية قصوى تعلو فوق أي اعتبار، ملزمًا كافة الفاعلين في الفضاء الرقمي باعتماد التعبير المسؤول الذي يحترم الكرامة الإنسانية، والابتعاد التام عن خطابات الكراهية، والتحريض على العنف، وإثارة النعرات المناطقية أو القبلية، مع حظر كافة أشكال التنمر، والبذاءة والمساس بالنسيج الاجتماعي، بما يضمن حماية الفئات الهشة والا وترسيخ لغة الحوار والتوافق الوطني.

كما أنها تخالف “العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية” والمواثيق الدولية التي صادقت عليها ليبيا، والتي تحظر أي دعوة للكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية التي تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف.

وعليه، فإن الهيئة العامة لرصد المحتوى الإعلامي تحذر كافة الصفحات، والمنصات، والوسائل الإعلامية، وروابط المشجعين من إنتاج أو إعادة نشر أو ترويج هذه الأغاني والمقاطع المسيئة.

وتدعو إدارات الأندية الرياضية لتحمل مسؤولياتها الاجتماعية والتربوية في توعية جماهيرها، والتبرؤ من أي محتوى يسيء لسمعة النادي والوطن.

وتؤكد أنها ستقوم بإحالة أي محتوى مرصود يخالف القوانين السالف ذكرها إلى الجهات القضائية والضبطية المختصة (مكتب النائب العام، ووزارة الداخلية) لاتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ضد المنتجين والناشرين.

إن الرياضة وسيلة للتقريب بين الناس، وليست معولاً للهدم، لذا نهيب بالجميع استبدال هذه التجاوزات بالتشجيع النظيف، والأعمال الفنية التي تعلي من الروح الرياضية وتعزز اللحمة الوطنية، بما يخدم المصلحة العليا للبلاد.

حفظ الله ليبيا موحدة وآمنة

الهيئة العامة لرصد المحتوى الإعلامي

طرابلس – ليبيا

22 نوفمبر 2025