منشور رقم 1 لسنة 2023 حول برامج إشهار الهبات التي تقدم في البرامج المرئية والمسموعة
إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
سورة البقرة
الآية 271
تؤكد الهيئة العامة لرصد المحتوى الإعلامي على حق كل إنسان في حياة كريمة، يحظى فيها بمستوى معيشي طيب يكفيه معاناة الحاجة لمساعدة الآخرين.
وتفيد أنها استقبلت خلال الأيام الماضية شكاوى من مواطنين تتعلق ببرامج تبث عبر القنوات التلفزيونية وبرامج الراديو بشهر رمضان المبارك لعام 1444 هجري، الموافق 2023م، منها برامج تتعلق بفئات هشة كالأطفال والمهاجرين والمرضى والفقراء والأشخاص ذوي الإعاقة، تعرض فيها مآسيهم ومعاناتهم اليومية، دون مراعاة لمشاعر هؤلاء الناس أو مشاعر أبنائهم أو أقاربهم.
وإذ تؤكد الهيئة أن للهبات والصدقات ضوابط شرعية وأخلاقية، تحفظ كرامة من يستلمها، وأن مثل هذه البرامج تتنافى مع مبادئ مدونة قواعد السلوك المهني الإعلامي في ليبيا التي اعتمدتها الهيئة منذ بداية عملها في عام 2022م ووقع عليها عدد من المؤسسات الإعلامية، وما نصت عليه المواثيق الدولية الضامنة لحقوق الإنسان وحماية كرامته، فإنها تدعو إلى ضرورة الالتزام بالقواعد الأخلاقية للعمل الإعلامي، دون توظيف معاناة بعض المواطنين واستغلالهم في برامج تحقق نسب مشاهدة مرتفعة قد تشهّر بهم ولو دون قصد.
وتذكر الهيئة بالمبدأ الحادي عشر من مدونة السلوك المهني والذي ينص على أنه يجب على وسائل الإعلام “حماية الأطفال والفئات المستضعفة الأخرى” وذلك من خلال:
• عدم إظهار الأطفال والفئات الهشة الأخرى إذا كان موضوع التصوير وضعية مهينة (فقر أو تشرد أو تسول)
• تجنب ذكر الأسماء عندما يكون القاصرون ضحايا أو شهوداً، أو متهمين في قضايا جنائية.
• الامتناع عن تصوير الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية، أو المختلين عقليًا، وعدم نشر صورهم، أو الالتزام بإخفاء معالمهم عند ضرورة النشر.
كما تذكر الهيئة بالمبدأ الثاني عشر من مدونة السلوك المهني “مبدأ الحد من الضرر والأذى” والذي يعني الحذر من نشر الحقائق كاملة إذا كانت هناك عواقب سلبية لنشرها على أي طرف من الأطراف، أو قد تؤدي إلى حدوث قلاقل واضطرابات.
وتدعو الهيئة جميع المؤسسات الإعلامية إلى الالتزام بمدونة السلوك المهني فيما يتعلق ببرامج تعرض مآسي الفئات المذكورة آنفًا، والامتناع عن تصوريهم أو نشر صورهم والالتزام بإخفاء معالمهم عند ضرورة النشر.
كما تدعو إلى استبدال برامج التعاطي غير المهني بالهبات مع الفئات المذكورة، ببرامج مهنية متخصصة ترفع من شأنهم ماليًا ومعنويًا، بشكل يحفظ كرامتهم كبشر.
وتعتبر الهيئة تلك الأعمال مخالفة صريحة للعمل الإعلامي المهني، واستغلال مأساة الأشخاص بشكل يرسم صورة للمجتمع قد تتنافى مع الواقع، وإن كان هذا الواقع يشوبه الكثير من القصور، بآداء إعلامي ينتهك كرامة الذات البشرية، ومن شأنه المسّ من الاحترام الواجب لكرامة الإنسان بعيدًا عن تحليل أسباب المشاكل التي تعاني منها هذه الفئات واقتراح حلول لها.
وتجدد الهيئة دعوتها لجميع المؤسسات الإعلامية إلى التوقيع على مدونة قواعد السلوك المهني الإعلامي والالتزام بالمبادئ التي نصت عليها.
الهيئة العامة لرصد المحتوى الإعلامي
طرابلس | 28 مارس 2023م